أساسيات البلاغة ( الجزء الاول )

بسم الله الرحمن الرحيم

إلمامة بلاغية - أساسيات البلاغة


اخواني الاعزاء قبل البدء في علوم البلاغة لا بد لنا ان نتعرف عليها وعلى اقسامها

وهذه ستكون اولى الدروس في البلاغة ولمحبي اللغة العربية .


معنى البلاغة
البلاغة هي مراعاة مقتضى الحال0

وهي التعبير عن المعنى الرفيع بعبارة صحيحة لها في النفس أثر جذاب مع مراعاة الموقف الذي تُقال فيه، والأشخاص المُتَحدَّث إليهم0
والإنسان الذي يتصف بما سبق يُسمى ( بليغاً )0 وأهم صفاته:
· الاستعداد الفطري، والموهبة، والذوق الجميل0
· قراءة ذخائر الأدب ( شعراً ونثراً )، وحفظ بعضها، والقدرة على نقدها ، والموازنة بينها0
· معرفة قواعد اللغة العربية؛ ليقول كلاماً خالياً من الأخطاء0
· حسن اختيار الألفاظ ، لتكوين عبارات لها صفة التأثير والإمتاع0
· الدقة في اختيار الأساليب التي تناسب الجو النفسي0


التعبير الحقيقي والتعبير المجازي

أ - الأسلوب الحقيقي:

هو ما تستخدم فيه الألفاظ في معانيها الحقيقية0 ( أي دون اللجوء للخيال )0مثل قولنا: ذهبت هذا العام لأداء فريضة الحج0
وقول الأعشى في معلقته: ودِّع هُريرةَ إنَّ الركب مرتحلُ0
وقول عمرو بن كلثوم: قفي قبل التَّفَرُّقِ يا ظعينا0

ب – الأسلوب المجازي:

ويسمى الأسلوب الخيالي، وهو ما استخدمت فيه الألفاظ في غير معانيها الحقيقية؛ لبيان علاقة ما : المشابهة ( التشبيه – الاستعارة – الكناية )، وغير المشابهة ( المجاز المرسل )وذلك مثل :
القائد كالأسد0 ( تشبيه )
وقوله تعالى: " وآتوا اليتامى أموالهم "0 ( مجاز مرسل )
وقول عنترة: يا طائر البانِ0 ( استعارة )
مع ملاحظة أن المعنى الواحد قد يُصَوَّر بالحقيقة والمجاز0 مثل:
· القائد شجاع0
· القائد كالأسد0


علوم البلاغة

تنقسم علوم البلاغة ثلاثة أقسام:
أ – علم البيان : ويشمل ( التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل )0
ب – علم المعاني: وفيه ( الإيجاز – الإطناب – المساواة – التقديم والتأخير000 )0
ج – علم البديع: وفيه ( الطباق – المقابلة – الجناس – السجع 000 )0

علم البيان :

البيان في اللغة: الوضوح والكشف0 وهو إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة تلتزم الفصاحة0
والخيال: هو التعبير عن الحقائق، والأفكار بأسلوب خيالي نابع من وجدان الأديب ومزاجه النفسي، لا كما يراه بقية الناس0 ويلجأ الأديب إليه ليبتعد بالمتلقي عن حدود الواقع، ويسمو به إلى عالم الخيال الممتع المثير0
* أنواع الخيال:

1 – الخيال الكلي: وفيه تحس أنك أمام لوحة فنية متكاملة تجد فيها الصوت واللون والحركة0
2 – الخيال الجزئي: ويشمل : التشبيه – الاستعارة - الكناية – المجاز المرسل0

التشبيه

لون من ألوان التصوير الفني، نشبه فيه شيئاً بشيء آخر لإكساب الأول صفة الثاني القوية0
قال المعري: أنت كالشمس في الضياء0
أركانه: المشبه: المشبه به: أداة التشبيه: وجه الشبه:
ولابد في التشبيه أن يبقى المشبه والمشبه به، ويسميان طرفي التشبيه، ولو حُذف أحدهما لا يكون الأسلوب تشبيهاً، بل استعارة0
قال الشاعر : أنا كالماء إن رضيت صفاءً وإذا ما سخطتُ كنت لهيبا
أقسام التشبيه:

1/ التشبيه المفرد:
وينقسم إلى:
أ – المرسل: وهو ما ذُكِرتْ فيه الأداة… أنت كالبحر في الكرم0
ب – المؤكد: ما حُذِفتْ منه الأداة… أنت نجم في العزة والرفعة0
ج – المجمل: ما حُذِف منه وجه الشبه… كلامك كالشهد0
د – المفصل: ما ذُكِر فيه وجه الشبه… الحديقة كأنها الفردوس في الجمال0
هـ – التشبيه البليغ: هو ما حُذِفت منه الأداة، ووجه الشبه… أنت بحر – الحديقة فردوس0 وهو أعلى أنواع التشبيه المفرد بلاغة؛لأنه يترك للمتلقي فرصة لإعمال عقله0ويُسمى بليغاً بادعاء أن المشبه هو المشبه به، ويأتي التشبيه البليغ على أربع صور هي:
1 – المبتدأ والخبر: العلم نور0 – المؤمن مرآة أخيه0
2 – الحال وصاحبها: تألق اللاعب نجماً في المباراة0 – وقف الجيش صخرة أمام العدو0
3 – المفعول المطلق: انطلق العدَّاء انطلاق الصاروخ0 – تفوق الطالب تفوّق العباقرة0
4 – إضافة المشبه به إلى المشبه: يسعد المتعلم بنور العلم0 – مصباح الإيمان يضيء للمؤمن0


2/ التشبيه التمثيلي:

ويسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه صورة مأخوذة من متعدد0
مثال: فاطمة وحولها الزميلات كالقمر حوله النجوم0
فالمشبه: فاطمة0 والمشبه به: القمر حوله النجوم
ووجه الشبه: شيء جميل تحيط به أشياء أقل جمالاً0 وهو كما نرى صورة مأخوذة من أشياء متعددة0
ومثل قول المتنبي يمدح الخليفة: يهزُّ الجيشُ حولكَ جانبيه كما نَفَضَتْ جَناحيها العِقَابُ
المشبه: المشبه به:
وجه الشبه:
ومثل قوله تعالى:" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم"0

3/ التشبيه الضمني:

ولا يُوضع فيه المشبه، أو المشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يُلمحان في التركيب0
يقول أبو الطيب: مَنْ يَهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
المشبه: الذي اعتاد الهوان0 والمشبه به: الميت الذي لا يشعر إذا جُرح ( وهما غير واضحينِ )0
ووجه الشبه: عدم الإحساس أو التأثر0 ونلاحظ أن أداة التشبيه لا تُذكر مطلقاً، وغالباً ما يأتي هذا النوع من التشبيه على هيئة الحكمة0 وهو أعلى أنواع التشبيه بلاغةً0
ومثل قول أبي فراس: تهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ومَنْ يخطبِ الحسناءَ لم يُغْلها المهرُ
المشبه: المشبه به:
وجه الشبه:
ومثل قول المتنبي: فإنْ تفُقِ الأنام وأنتَ منهم فإنَّ المسكَ بعضُ دمِ الغزالِ

الاستعارة

هي تشبيه حُذف أحدُ طرفيه ( المشبه ، أو المشبه به )، وعلاقتها المشابهة دائماُ0 وهي قسمان:

أ - الاستعارة المكنية: وهي ما حُذِف منها المشبه به، ورُمِز له بشيءٍ مِن لوازمه، أو صفة من صفاته تدل عليه0 قال تعالى: " ربِ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً…"0 فهنا شُبِّه الرأس بالموقد أو النار المشتعلة، وحُذِف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية0 وسر جمالها التجسيم، وتوحي بانتشار الشيب في الرأس وسر جمالها التجسيم، وتوحي بانتشار الشيب0
ومثل: القائد يزأر في حديثه 0 ومثل: تكلمت الورود في البستان0


ب – الاستعارة التصريحية: وهي ما صُرح فيا بلفظ المشبه به، وحُذف المشبه0
مثل: " كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور "0 فهنا شبه الكفر بالظلمات، والإيمان بالنور، وصرح بالمشبه به ( الظلمات – النور )، وحَذف المشبه ( الكفر – الإيمان )0 على سبيل الاستعارة التصريحية0 وسر جمالها التجسيم، وتوحي بفضل الإسلام في هداية الناس0
ومثل قوله - تعالى – في وصْفِ المُنافقين: " في قلوبهم مرضٌ فزادهم اللهُ مرضا "0



الكناية

هي تعبير أُطلق، وأُريد به لازم معناه0 والكناية ثلاثة أقسام:
أ – كناية عن صفة: الحاكم بابه لا يُغلق0 كناية عن صفة ( الكرم )0 وسر جمال الكناية مجيء المعنى مصحوباً بالدليل0 والمعنى: أن الحاكم كريم0 والدليل: بابه لا يُغلق0
ب – كناية عن موصوف: يُستخرج من بلادنا الذهب الأسود0 كناية عن موصوف ( النفط )0
ج – كناية عن نِسْبَة: العفة تحت ثياب الفتاة0 كناية عن نسبة ( نسبة العفاف إليها )0
وسر جمال الكناية مجيء المعنى مصحوباً بالدليل0

المجاز المرسل

وهو اللفظ المستخدم في غير ما وُضع له لعلاقة غير المشابهة0
وللمجاز المرسل علاقات متعددة00 أهمها:
1/ علاقة كلية: " يجعلون أصابعهم في آذانهم "0حيث أطلق الكل وأراد الجزء0
ومثل: شربت ماء النيل0
2/ علاقة جزئية: " فتحرير رقبة "0 حيث أطلق الجزء وأراد الكل0
ومثل: قال كلمة أغضبتني0
3/ علاقة محلية: " واسأل القرية "0 أي اسأل أهل القرية0
ومثل: سلمتُ على بلدتي وأنا عائدٌ مِنَ السفر0
4/ اعتبار ما كان: " وآتوا اليتامى أموالهم "0 باعتبار أنهم كانوا أيتاماً0
ومثل: " إنه مَنْ يأتِ ربه مجرماً00"0
5/ اعتبار ما سيكون: كأن يقولون لك في البيت: أهلاً يا دكتور0 أي باعتبار ما سيكون0
ومثل: زرعت اليوم شجرةً0


تقبلوا مودتي

مع الجزء الثاني من اساسيات البلاغة